Home»International»رقعة الشطرنج اللبنانية بين المنافس الأمريكي والمنافس الإيراني

رقعة الشطرنج اللبنانية بين المنافس الأمريكي والمنافس الإيراني

0
Shares
PinterestGoogle+

لقد باتت لبنان لمدة طويلة رقعة شطرنج يتنافس فيها الأمريكان والإيرانيون، وكانت أحداث هذا الأسبوع أعقد تحريك للقطعة الحاسمة في اللعبة السياسية على هذه الرقعة.

ولقد كثرت التأويلات للتحرك الأخير وتضاربت الآراء حول الغاية الحقيقية من ورائه . وتراشق الفرقاء التهم ، وكانت التهمة المتبادلة هي خيانة الوطن بشكل أو بآخر. فطوائف المعارضة اللبنانية وتحديدا حزب الله والذي يعد قطعة الشطرنج الإيرانية يلوح بتهمة تآمر ما يسمى طوائف الموالاة للحكومة مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل لتنفيذ ما عجزتا عنه في حرب الصيف الماضي، وهو الوصول إلى سلاح المقاومة من خلال حدث شبكة الاتصالات وهو القشة التي قصمت طهر البعير. وطوائف الموالاة تلوح بتهمة انقلاب المعارضة العسكري وتحديدا حزب الله المهدد بالهيمنة على الساحة اللبنانية لفض إشكال الفراغ الرئاسي المستفحل بتوجيه من الجمهورية الإيرانية التي تناور بسبب قضية مشروعها النووي المستهدف غربيا لفائدة إسرائيل.

والساحة العربية منقسمة على نفسها بين مؤيد للمعارضة أوللموالاة حيث تقف معظم الدول العربية خاصة المنخرطة في مسلسلات السلام مع إسرائيل علانية أو سرا كمصر والسعودية إلى جانب الموالاة مع استغلال العامل الطائفي ، في حين تقف سوريا إلى جانب المعارضة من أجل مصالحها خصوصا في ظروف التهديدات الأمريكية والإسرائيلية.

ا

لكل يبكي لبنان ويندبه ، والكل يعبر عن الوطنية الجياشة ، والكل يبرر مواقفه ويشكك في مواقف نظيره أو نقيضه. والتحركات الغربية والإقليمية جارية على قدم وساق من أجل تحرك ما على رقعة الشطرنج . لقد واجه تيار الموالاة خطاب التهديد الصريح من قبل تيار المعارضة بخطاب يتسم بنوع من التهدئة غير الخالية من التهديد المبطن. ويبدو أن هذا التيار أو ذاك يتلقى التعليمات من الجهات التي تحركه أول بأول دون أن يملك حرية القرار والتصرف لأن التحرك على الرقعة مشوب بالمخاطر. والكل متهم ، وتبقى رقعة الشطرنج هي صاحبة البراءة التي لا خلاف فيها ولا غبار عليها. والجهة الممثلة لرقعة الشطرنج هو الجيش النظامي اللبناني الذي بات يخشى من عدوى الطائفية بين صفوفه لتعود الحرب الأهلية من جديد وهو ما تحلم به إسرائيل للتخلص من الخطر الوافد من لبنان دون تضحيات بعدما جربت محاولة إزالة الخطر الذي زادت حدته وكلفها سمعتها العسكرية الأسطورية وهي تحتفل بالعقد السادس من وجودها ككيان مستنبت في المنطقة العربية والذي لم يوافق الجسم العربي باعتباره سرطانا و هو سبب كل العلل المتمثلة في صراعات المنطقة الدامية التي أججت بشكل غير مسبوق النعرات الطائفية.

ولا حل لرقعة الشطرنج سوى استبدال المنافسة الأمريكية الإيرانية في اللعبة السياسية بمنافسة بين فرقاء لبنانيين يدينون بالولاء للبنان دون غيره وهو مطلب عزيز المنال في الوقت الراهن.
والقناعة التي يخرج به المتأمل للشأن اللبناني هي أنه لا ثقة في كل الفرقاء ولا في كل التحالفات في المنطقة ، والمؤكد هو حرب المصالح الخارجية التي تتخذ من لبنان بؤرة توتر لإدارة الصراع الحتمي فهل تحريك قطعة الشطرنج الحالية هي بداية إدارة الصراع بشكل درامي وحاسم ذلك ما ستجيب عنه الأيام القليلة القادمة؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. مهتم
    17/05/2008 at 12:59

    سبحان الله ، لقد انطلت علينا الحيلة و أصبحنا لا نميز بين الطيب و الخبيت. كيف يعقل يا أختي شهرزاد ان نسوي بين إيران التي تقف بمفردها كشوكة في حلق المشروع الصهيوني الأمريكي و الولايات المتحة العدو اللذوذ لحلم العرب و المسلمين ؟ أم هي آثار الدعاية التي تردد لها وسائل الإعلام الرسمية في الدول التابعة للولايات المتحدة في المنطقة ؟ لقد راهنوا على ان يوقعوا يإيران عبر الدعاية و بدون حرب ..و يبدو لي انهم سينجحون ..فلاحول و لاقوة إلا بالله.

  2. مشارك سابق
    17/05/2008 at 12:59

    أين التعاليق يا أستاذ قدوري؟؟

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *