Home»Enseignement»رجال التعليم …تقرير المجلس الأعلى….

رجال التعليم …تقرير المجلس الأعلى….

0
Shares
PinterestGoogle+

كانت لي الفرصة لحضور أول اجتماع جهوي حول تقرير المجلس الأعلى للتعليم,وزيارة لبعض نيابات التعليم,وحتى بعض المؤسسات التعليمية وهم يناقشون الاقتراحات التي يرون تقديمها لهذا المجلس,كما كانت لي لقاءات هامشية مع أعضاء من المجلس الأعلى للتعليم من عدة فئات,ومن ممثلي المصالح المركزية ممن ساهموا في الكثير من مضامين التقرير ,ونقاشات مع الكثير من رجال التعليم….وخرجت بالخلاصات التالية:

– تناقص الثقة لدى عدد كبير من رحال التعليم وتشاؤمهم من كثرة ما سئلوا ومن قلة ما أخذ برأيهم.

– سرعة الاجتماعات وعفويتها وترتيبها بزمن محدد ضيق لم يسمح للكثيرين من الاطلاع عليه وتقديم اقتراحات ملموسة.

– شعور البعض بأن الاستشارة مجرد عملية لتزكية التقرير وتشككهم في نية واضعيه.

– اعتبر البعض منهم بأن التقرير يلامس ويجانب الحقائق دون الخوض في التوضيحات والحقائق اللازمة لتشريح الأوضاع ,حيث بقيت الكثير من مقترحاته عبارة عن مسكنات وحبوب مطمئنة ,كإشارته الى التدبير التشاركي مع الجماعات المحلية بالكثير من الخجل وكأننا نتسول لديهم ,وإشارته الى ضعف وعدم فاعلية مجالس الأكاديميات والمؤسسات التعليمية ,وإشارته الى الساعات الخصوصية بالغموض,وإشارته الى التعليم الإلزامي دون توضيح السبل العلمية الناجحة الفاعلة التي تحقق ذلك بدل ما يعرفه تعليمنا من تراجع في المستوى بسبب اعتماد خريطة مدرسية تراعي الحسابات وتغفل حقيقة المستويات,وإشارته الى استقلالية المؤسسات التعليمية بالنص صراحة على ما جاء في الميثاق الوطني للتربية والتكوين المتعلق بالسيكما على مستوى المؤسسات التأهيلية في حين كان عليه النص صراحة على ضرورة تفويض الاعتمادات الى المؤسسات التعليمية مع مراقبة وتتبع كيفية صرفها,وكأنه راجع ما جاء في الميثاق وحاول تفعيل ما لم يفعل وما لم قد لا يفعل,وأشار…وأشار….

– لاحظت أن رجل التعليم يحمل هم المنظومة ويحس بإحباط لأنه يتخبط وحده وسط أمواج وأفواج .وان كانت قلة من المتهاونين بين جميع فئات التعليم ,في المقابل لا زال تعليمنا بتوفر على مجدين ومخلصين ,لكن العجلة تدور خارج دورانهم,يفاجئوا كل سنة بكتب جديدة ومقررات جديدة نزلت عليهم دون استشارة رأيهم,فكيف يعقل أن بعض المواد تتضمن مقررات طويلة ومعقدة قد لا ينهيها مدرسوها والوزارة غائبة.

– يا ترى من وضع هذه المقررات؟

– ألا نعترف بخطئنا يوما ونصححه قبل فوات الأوان؟أم أن فلذات أكبادنا حقل لتجاربهم؟

خلاصة القول رغم الجهود المبذولة من طرف المجلس الأعلى للتعليم ,فان الشارع التعليمي غير مرتاح ويحس بإشراك شكلي وعمل مرتجل,رغم تضمنه زهاء 300 صفحة يبقى الجزء الأكبر منه قد أعد من طرف وزارة التربية الوطنية وسلم لهم جاهزا,ويبقى واضعو التقرير نفسهم واضعو الإصلاح :

– فكيف يعتبر أعضاء المجلس الأعلى للتعليم حكما وطرفا في آن واحد؟

– ألا يجذر بهم تقديم استقالتهم مهما كانت الظروف نظرا لإخفاقهم في إصلاح الأوضاع التعليمية منذ أكثر من ثمان سنوات ورغم تمكينهم من كل الوسائل والاعتمادات الإضافية؟

– لماذا لم يقيموا مشروع الإصلاح ويقاربوه مع ما جاء في الميثاق ,ويخلصوا الى ضرورة تغيير الأوضاع جذريا؟

– كيف لوزارة التربية الوطنية وبسرعة البرق تقدم تقريرا عبر هذا الجهاز المنبثق منها رغم دستوريته والذي تمده بما تشاء لا بما يشاء ولو أنه لا يشاء الا ما تشاء ,لأنه وليد من صنعها وكنف من أكنافها,ثم يقدم السيد وزير التربية الوطنية برنامجا استعجاليا من حوالي مائتي صفحة" والذي سأعود لاحقا ان شاء الله لتحليله والتعقيب عليه"

– لماذا يستشار رجال التعليم والبرنامج الاستعجالي قد خرج الى الميدان ؟
ان كل هذه الإرهاصات تؤرق رجل التعليم وتحد من فكره,فعندما يصرح أعضاء مهمون من المجلس الأعلى للتعليم بل رؤساء لجنه بأنهم استشاروا واستمعوا الى الجمعيات والنقابات الممثلة للتعليم :

– هل فعلا نزلت النقابات الى قواعدها واستشارتهم وقدمت مقترحاتهم ضمن مقترحاتها؟

– هل الجمعيات المستدعاة فعلا هي الممثل لرجال التعليم ؟ألا تملك بعضها طابعا ومكتبا من شخصين أو ثلاثة اجتمعوا خارج الاجتماع واتفقوا على عدم استشارة غيرهم؟

– وعلى سبيل المثال تضم نقابة مفتشي التعليم على نسبة كبيرة من المنخرطين تفوق النصف على أقل تقدير ,فمن مثلها يا ترى؟ولنفرض أن هناك جمعيات للمفتشين في بعض فئاتهم ,فما هي الفئات التي استشاروها ,وما هي المقترحات التي قدموها؟والأمثلة كثيرة…
إذن الكل يفبرك ,والكل يناور والجميع لا يحاور,والنتيجة واضحة للعادي والبادي.كفانا من الاستهتار برجل التعليم ,ان المعضلة لا يتحملها وحده,انها أزمة عامة لاقتصاد منحل ومجتمع متفكك ,وزارة هشة وبرامج كلها استعجالية وكلها لا ترتبط بتحقيق نتائج ملموسة بقدر ما تبحث عن التمويل والتحويل .
كنت أتمنى أن ينزل أعضاء المجلس الأعلى للتعليم الى الميدان ويوسعوا الاستشارة قبل صياغة التقرير ,والتدقيق في المفاهيم وتحديد المعالم ,إننا إن لم نعد تقريرا مختزلا واضحا يشارك فيه الغيورون على التعليم من كل فئاته ,وان لم نحدد مؤشرات ملموسة وأنشطة محسوسة وعمليات مدروسة ,فان ذر الرماد واضح والأسلوب فاضح والمآل محسوم مسبقا.

أتمنى أن تحمل الوقائع عكس ما أقول وأن يكون الغد مشرقا وتعود البسمة الى رجل التعليم ويعود الاحترام والهيبة الى معدي الأجيال ويعود الأمل الى تلامذتنا الذين يغيبون كل مرة ,فحتى لو قاولا لنا أن بعضهم موجود ضمن تشكلة المجلس الأعلى للتعليم ,فإننا نعرف كيفية اختيارهم وكيفية التعامل مع آرائهم ,إنهم ديكور للمنظر وليس مؤسسة للجوهر . والسلام.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

8 Comments

  1. عبد العزيز قريش
    12/05/2008 at 18:11

    أستاذي الجليل الفاضل سيدي محمد المقدم حفظكم الله ورعاكم، ورفع مقامكم بقولكم للحق، حيث لا أزيد عليه شيئا سوى التأكيد على أن رجال ونساء الميدان هم المغيبون عن التقرير إلا في المهرجانات التربوية. لي عودة إلى التقرير والبرنامج الاستعجالي. ولكم الدعاء بالتوفيق والصحة والعافية والسلامة. والسلام

  2. لكحل يحي
    12/05/2008 at 18:11

    وجدة في:8/5/2008.
    ما أعاب التجارب الإصلاحية السابقة في بلدنا الحبيب هو التسرع والارتجالية …لقد خرج علينا التقرير خروجا مفاجئا عندما سلم لجلالة الملك …بعدها وبسرعة تقدمت الحكومة بمشروع إصلاحي استجابة لإصلاح بعض النقائص التي رصدها التقرير، وبعدها قررت الوزارة عقد لقاءات على مستوى الأكاديميات فعلى مستوى النيابات لتنظيم لقاءات للمدرسين على مستوى المؤسسات لكي يقدم رجال التعليم مقترحاتهم؟؟؟؟ وبعدها مباشرة وقبل عقد هذه اللقاءات أصدرت الوزارة المذكرة 60 مرفقة بدليل لتنظيم الدخول المدرسي 2008-2009 …. ما هذه السرعة في معالجة أمور منظومة أفسدتها سياسات فاشلة طيلة عقود من السنين ؟ إن الملاحظ في هذه العملية المرتجلة والمتسرعة التي جاءت لتكرس الاعتقاد الراسخ عند رجال التعليم بأن هذه العملية هي مثيلة أخواتها السابقة لا فائدة منها وأنها للأسف الشديد سيكون من انعكاساتها السلبية ترسيخ عدم الرضا عند العمال في قطاع التعليم وعموم الآباء…إننا نتساءل عن فائدة لقاءات مسطرة مسبقا من أجل نزع ملاحظات من رجال التعليم عن شيء لم تكلف الوزارة نفسها حتى عناء اطلاع السادة الأساتذة على نسخة منه ناهيك عن غموض الهدف من اللقاءات، فهل جُمع السادة الأساتذة من اجل إطلاعهم على التقرير ؟ أم من أجل إبداء رأيهم في التقرير ؟ أم من أجل تقديم ملاحظات من أجل إصلاح التعليم؟ فكل مؤسسة إلا وكان فيها الخطاب يختلف عما كان في غيرها طبقا لاجتهادات السادة المديرين … وفعلا فهناك مجموعة من الأساتذة تقدموا بملاحظات سخية وبريئة استقوها من معاناتهم اليومية داخل القسم، وجميع الأساتذة خرجوا وهم غير مقتنعين بجدية العملية بل أن منهم وبحكم حدسه اعتبرها مسرحية من اجل تمرير أمور ما ستأتي في الطريق، وإرهاصاتها الأولى موجودة في المذكرة رقم 60 ودليلها.
    إن التقرير في مجمله جاء لصالح التلميذ بالدرجة الأولى وردا للاعتبار بالنسبة لرجال التعليم …لكن نخشى فيما نخشاه أن يفرغ التقرير من جوهره وأن يتعامل معه بصورة انتقائية ويفرغ من محتواه مثلما أفرغ الميثاق الوطني من محتواه … علينا كعمال في قطاع التعليم وكآباء التمسك بمكتسباتنا وعدم التفريط بها ، وأن نكلف أنفسنا أولا عناء قراءة التقرير لنعرف عن أي شيء نتحدث ، ثم بعد ذلك نكون حلقات لدراسة التقرير (داخل النقابات أو المؤسسات)حتى نتمكن من الدفاع على حقوقنا بصفة عامة خصوصا تحسين ظروف العمل والمساهمة بوضوح وندية في أي نوع من الشراكة أو التشارك .

  3. امل البشير
    12/05/2008 at 18:12

    بارك الله فيك وفي الغيورين أمثالك.ما أشرت اليه هي نفسها انطباعات رجال ونساء التعليم بمدينة آسفي ,ردك خير مرآة يرى فيها قرار المجلس الأعلى للتعليم نفسه .

  4. مفتش
    12/05/2008 at 18:12

    شكرا الأخ محمد المقدم، هذه هي الصراحة والواقع المر هو ما وصفته، وما خفي أعظم. وأود أن أضيف: لابد أن يعلم المسؤولون على منظومة التربية والتكوين، أن هذا القطاع، من بين جميع القطاعات، هو الوحيد الذين لازال صامدا، في وجه كل العواصف، بفضل صمود أسرة التربية والتكوين، وعزيمتهم القوية وغيرتهم على فلذات أكباد المغاربة خصوصا منهم الكادحين. أما أبناء النخب فقد فروا إلى التعليم الخصوصي ليمنحهم النقط المغشوشة، حيث إن أولياء أمورهم لا يرغبون إلا النقء ولا يهمهم التحصيل الدراسي، لأن الشهادة هي المبتغى والفيزا نحو الوظائف العليا وبالتالي التلاعب بمصير الأمة. فماذا ننتظر ممن يشتري النقط والشواهد؟ فالآتي أسوأ وأعظم فداحة، لأن الأمور سوف توكل لا محالة لغير أهلها!!! إن الواقع التربوي والأخلاقي يحز في القلوب وتقشعر له النفوس الأبية.
    إن هذا التقرير تجاوز بكثير الميثاق الوطني للتربية والتكوين، فهل نسخه نسخا؟ أم تجاهله تجاهلا؟
    إن الموارد البشرية والمادية التي استدعاها يفوق حجمها بكثير ما تطلبه الميثاق الوطني للتربية والتكوين. فنسخه وتوزيعه على رجال ونساء التعليم تطلب ميزانية هائلة وأرهق كاهل الأكادميات والنيابات والمؤسسات التعليمية. كما تطلب الاطلاع عليه يوما كاملا مع تضييع وقت التلاميذ ودروسهم ونحن على أبواب الامتحانات.
    وكمشارك تمت ملاحظة أن أغلب رجال ونساء التعليم لم يولوا اهتماما إلى هذا التقرير واعتبروه شبيها بما سبق من تقارير حول أجرأة الميثاق الوطني للتربية والتعليم وتقارير الإصلاحات السابقة التي لازال يتذكرها الجميع.
    كما صرح أغلب رجال ونساء التعليم أنهم لن يشاركوا مرة أخرى في أي إصلاح إذا لم يتم محاسبة من أوصل منظومة التربية والتكوين إلى المأساة التي تعيشها حاليا، وإذا لم يقدموا استقالتهم وينصرفوا إلى حال سبيلهم.
    لقد لاحظ جميع رجال ونساء التعليم أن أبناء الساهرين على هذه التقارير المتوالية حول هذا التعليم المسكين، يرتادون مدارس البعثات والمدارس الخصوصية ذات النظام الخاص الذي لم يتطرق إليه التقرير وتغافله لمصلحتهم، فأين نحن من المدرسة الوطنية الموحدة؟
    إن لم يتم توحيد المدرسة الوطنية والبرامج والمناهج الوطنية ولم يتم الاعتناء بالمنظومة التربوية دون تمييز ولا تمايز، لا فرق بين غني وفقير، لا فرق بين حي راق وحي شعبي، لا فرق بين أبناء النخب وأبناء الكادحين، فالتعليم ذاهب إلى ..

  5. s.a
    12/05/2008 at 18:13

    صدقت ، الأخ لمقدم فما قلته هو عين الصواب . و لكن هل تعتقد أننا كلنا في مستوى مناقشة هذا التقرير ؟ و هل تعتقد أن بعض المندفعين – في صفوفنا -لا يعكرون علينا صفو التحليل الموضوعي و الاقتراح الواقعي؟.

  6. مصطفى
    12/05/2008 at 18:13

    كلامك ان دل على شيء فانما يدل على مدى اهتمامك برجل التعليم وغيرتك على منظومتنا التربوية التي اصبحت حقل تجارب في كل مرة نفاجا بالمخططات الاستعجالية التي لم تقدم شيئا لمنظمتنا التربوية وانما تسيء اليها فجزاك الله خيرا على هذا التحليل العميق الذي كشف المستور .

  7. لحسن قنوش مفتش تربوي
    12/05/2008 at 18:13

    مقالك أخي محمد بلمقدم يلامس الصواب في جل تفاصيله ، وأعتقد أن معظم رجال التعليم و حتى غير رجال التعليم يشككون في جدوى اللقاءات التفسيرية لتقرير المجلس الأعلى للتعليم خاصة بعدما أقدمت الوزارة على البدء في تنفيذ الخطة الإستعجالية لدعم الإصلاح وأصدرت المذكرة رقم 60 بتاريخ 24 أبريل 2008 التي تتضمن أهداف الموسم الدراسي المقبل والتوجيهات الخاصة بكل هدف وأرفقت هذه المذكرة بدليل تحضير وإجراء الدخول التربوي المقبل . فالسؤال الذي يفرض نفسه بحدة هو : ما مآل الإقتراحات النابعة من الميدان و المرفوعة من المشاركين في اللقاءات التفسيرية الجهوية والإقليمية والمحلية إلى المجلس الأعلى للتعليم ، أمام إقدام الوزارة على تنفيذ المخطط الإستعجالي لإصلاح الإصلاح ؟

  8. عبد الحميد الرياحي
    14/05/2008 at 23:19

    تحية إلى الأخ المقدم:
    دام قلمك وتعبيرك في خدمة قضايا الشعب، وجازاك الله خير الجزاء، ورحمة الله على أخينا وأستاذنا محمد راشيد، فما زالت ذكراه حية في قلوبنا.
    لآ أريد أن أشتكي، ولكنني لا حظت أن كثيراً من الردود التي أرسلها إلى « وجدة سيتي » لا تنشر.
    وأعتذر إلى لإخوة الذين قالوا بأنني تغيبت عن الردود، فليس ذلك صحيحاً.
    أما عن تسرع الإدارة في إصدار التقرير مباشرة بعد تقرير البنك الدولي، وما تبع ذلك من تدابير مث البرنامج الاستعجالي ومذكرة الدخول المدرسي المقبل وما إلى ذلك، فهو مؤشر يفضح السياسة التعليمية في بلدنا، ويبين أن لا مساءلة ولا محاسبة ولا افتحاص في المستقبل القريب أو البعيد.
    وكل إصلاح وأنتم بخير، والسلام.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *