عداء مبطن للإسلام أم خلاف صريح مع الإسلاميين ؟؟
من المتداول بين السياسيين والإعلاميين منذ مدة ليست بالقصيرة أن مصطلح إسلاميين ليس هو مصطلح مسلمين. فالإسلاميون ـ حسب تعريفات هؤلاء ـ هم المسلمون المشتغلون بالسياسة ، بينما المسلمون هم المتدينون البعيدون عن السياسة. وهكذا نجد أنفسنا أمام تقسيمات من وحي الثقافة الغربية العلمانية التي تفصل الدين عن السياسة، فمن جهة توجد السياسة و أصحابها، ومن جهة أخرى يوجد الدين وأصحابه، ومن جهة ثالثة يوجد الدين مع السياسة و أصحابهما.
ففي كثير من البلاد الإسلامية يصرح رسميا وعلانية بمقولة الطرح العلماني ـ وهي فصل السياسة عن الدين ـ عمليا وليس نظريا لأن في هذه البلاد يمارس الدين في الجانب الروحي من الحياة بينما تتولى السياسة الجوانب غير الروحية ، كما يمارس الساسة في هذه الدول الطقوس الدينية الرسمية في المناسبات الدينية فقط ، ولا توجد لهم أنشطة دينية خارج هذه المناسبات.
والخلاف القائم بين الساسة في هذه البلدان وبين من يسمون الإسلاميين فيها هو استئثار السياسة بالتحكم في كل مجالات الحياة على الطريقة العلمانية، بينما يتهم الساسة الإسلاميين بمحاولة استئثارهم كمتدينين بهذه المجالات. ولما كان الدين عبارة عن معادلة قوية في حياة المسلمين يحاول الطرفان استخدامه لصالحهما ، فالساسة يخطبون ود الشعوب من خلال تسجيل حضورهم في طقوس المناسبات الدينية ، والإسلاميون يخطبون ود هذه الشعوب من خلال المطالبة بحق الإسلام في كل مجالات الحياة بما فيها السياسة والاقتصاد باعتبار الإسلام منهاج حياة وليس مجرد طقوس تعبدية. ومن سوء حظ الساسة أن قضايا الأمة الكبرى هي قضايا لا يمكن فصلها عن الدين كالقضية الفلسطينية ، وقضية غزو الغرب لبعض الأقطار الإسلامية ، وهي قضايا محرجة لهؤلاء الساسة ولا ينفع معها تبرير، كما أنه من سوء حظ الإسلاميين أن أخطر قضية في العالم وهي الإرهاب تلصق بهم ، وهي قضية محرجة لهم ولا ينفع معها تبرير أيضا خصوصا عندما يسقط ضحايا أبرياء لا علاقة لهم ببؤر التوتر الساخنة في العالم.
و يشكل على الإنسان معرفة حقيقة الصراع بين هؤلاء الساسة وبين هؤلاء الإسلاميين ، فالساسة يلوحون بتهم الإرهاب ضد الإسلاميين ، والإسلاميون يلوحون بتهم الولاء للغرب ضد الساسة ، ولا يتبين بوضوح هل القضية أكبر من خلاف بين فريقين أي قضية عداء مبطن للإسلام وراءه الغرب لتسويق نموذجه العلماني في إطار العولمة أم أن القضية مجرد خلاف صريح بين الساسة والإسلاميين حول السياسة ؟؟
والغريب أن الغرب يبحث عن قنوات حوار وتواصل وتفاوض مع من يوصفون بالإسلاميين وهو اعتراف منه صريح بوجودهم كواقع لا ينكر، كما هو الحال بالنسبة لحركة حماس وحزب الله التي اضطر الأمريكان من أجل أمن الصهاينة للتفاوض معهما عبر قنوات ووسطاء في حين يرفض الساسة في البلدان الإسلامية اعتماد هذه القاعدة الغربية بل بالعكس يعتمدون أساليب الإقصاء والاستئصال والمتابعة والعقوبات المبالغ فيها. وأمام هذا الوضع نلاحظ أنه بقدر ما نجح الساسة في تخويف الشعوب من نوايا بعض الإسلاميين ، نجح هؤلاء في إقناع هذه الشعوب بأن الساسة قد سلب منهم الغرب إرادتهم ، وأنهم ضحايا إملاءاته ليس غير ، وأن الصراع الحقيقي بين الإسلام والعلمانية الغربية وليس الخلاف بين الساسة والإسلاميين . وقد اضطر الكثير من الإسلاميين في البلدان البعيدة عن بؤر التوتر كفلسطين وغيرها إلى التصريح بنبذ العنف لدحض تهمة الإرهاب التي يريد الساسة إلصاقها بهم بغرض إقصائهم من تدبير الشأن العام على الطريقة الإسلامية لا على الطريقة العلمانية.
ومهما يكن الخلاف بين الساسة والإسلاميين في بلاد الإسلام فالمستفيد الأكبر هو الغرب العلماني الذي يخلط عمدا بين العنف غير المبرر وهو الإرهاب وبين حركات التحرر وذلك لتبرير اغتصابه لأراضي المسلمين ، وحتى عندما يتحدث عما يسميه إرهابا أعمى وغير مبرر والذي طاله في بعض أقطاره يرفض رفضا قاطعا ربطه بما يحدث في بؤر التوتر التي له فيها ضلع ويتحمل مسئوليتها ، بل يرفض اعتباره رد فعل لفعل سابق . فهو من جهة يستعدي الساسة على الإسلاميين باعتبارهم أصحاب طروحات العنف بطرق مباشرة ، كما يستعدي الإسلاميين على الساسة باعتبارهم مفرطين في الحقوق الإسلامية بطرق غير مباشرة من خلال سياسة إحراجهم أمام شعوبهم واضطرارهم لقرارات صعبة في ظروف دقيقة .
1 Comment
Seul les ilites francophones au monde arabo-musulman, qui soutient la thèse de la distinction « musulman/islamiste, ils croient qu’ils sont des laïc, mais ils l’ont pas malheuresement.
C’est un faut débat au tour de cette question très difficile, mais portant on peut dire que la relation et la démarcation entre Etat et religion chez les musulmans fait ainsi un autre problématique.
Or, soit on est musulman./ soit non. et on respectera le libre choix, car comme il est cité au Coran (verset Al-Kahf) : « Ceux qui veux croit… », là on ait comme il dit Mohammed kassous des islamistes, puisque on dit au » blan blanc et au noir noir »
certains d’autres comme Franck K. et suggère Mohamed CHARFI, constatent qu’il faut libérer l’islam de l’Etat dans les sociétés musulmanes comme dans celles qui ne le sont pas.
Donc, je pose la question aux ,soit disant, laïc de chez nous : pourquoi soutenir une tel thèse qui à eu la base et la source et l’évolution au sein d’ un milieu occidentale, tout à fait distingué du notre?. Certes, il nous faut qu’on se réfèrent à notre table de valeurs, qui est la première cité du Prophète (psl), vaut mieu donc de dire au chat un chat -comme le dit fort bien SARKOZY », car il n’y a qu’une seul séparation/sécularisation, certes il n’y a pas une « laïcité à la marocaine ».