إضراب المدرسين في المغرب وبريطانيا لا مجال للمقارنة لوجود الفارق
نقلت وسائل الإعلام إضراب المدرسين في بريطانيا وكشفت عن أهميته وخطورته حيث كانت كلفته المادية بالنسبة للدولة باهظة ، كما أن الأسر البريطانية عرفت اضطرابا كبيرا في حياتها اليومية حيث اضطر الآباء و الأولياء للغياب أيضا عن أعمالهم والمكوث في منازلهم للعناية بأبنائهم التي دأبت المؤسسات التربوية على استقبالهم والعناية بهم يوميا ، وهي مسؤولية لا تعرف إلا في ظروف إضراب قطاع التربية. وبالرغم من أن أجور المدرسين في بريطانيا هي أعلى الأجور حسب مصادر مطلعة فإنهم طالبوا بالزيادة في هذه الأجور نظرا للأزمة الاقتصادية العالمية الخانقة ، وظاهرة غلاء المعيشة المستفحلة بسبب السياسات الحربية الطائشة للحكومة البريطانية في الخارج و المسايرة للحكومة الأمريكية المفسدة في الأرض والتي تجني شعوبهما كباقي الشعوب نتائج هذه السياسات الطائشة.
ومقارنة بين إضراب المدرسين في بريطانيا وإضراب المدرسين عندنا مع وجود الفارق نواجه صمتا رهيبا لدى الجهات الرسمية في حصر الأضرار المادية المترتبة عن هذا الإضراب كالعادة والذي كانت مدته أكبر من مدة الإضراب في بريطانيا. ولقد ألفنا تجاهل الجهات الرسمية لكل أنواع الإضرابات بغرض الاستنقاص من شأنها كما هو حال إضرابات الجماعات المحلية التي صارت أسبوعية دون أن توليها الجهات المعنية أدنى أهمية لأن الخسارة عبارة عن فاتورة ثقيلة يؤديها الشعب في نهاية المطاف ولا يؤديها المسؤولون. ومقابل غياب الآباء والأولياء عن أعمالهم بسبب إضراب المدرسين في بريطانيا نجد الجهل التام بإضراب المدرسين أو التجاهل التام عندنا مما يعني أن هؤلاء الآباء والأولياء لا تعنيهم شؤون أبنائهم لأنهم قد ألفوا عادة غياب أبنائهم عن الدراسة حتى أنهم لا يبالون بما يتوصلون به من مراسلات بريدية في شأن غياب أبنائهم حتى في الحالات العادية بله حالات إضراب المدرسين.
إن إضراب الشغيلة التعليمية عندنا فارغ الدلالة ، وهو إضراب بين سندان الآباء والأولياء ومطرقة الوزارة الوصية . وإذا كان المدرس البريطاني وهو صاحب أعلى أجر في سلم الأجور البريطانية يشتكي صعوبة العيش فماذا يقول المدرس المغربي الذي يصبح كل يوم على زيادة مفاجئة في الأثمان تربك راتبه الهزيل أصلا ؟؟ لقد ساءت أحوال المدرسين المعيشية عندنا حتى بدت عليهم آثار الفقر في ألبستهم المتواضعة التي تعرضهم أحيانا للازدراء عند العامة ، وهو ازدراء يأخذ شكل النكت الساخرة ، ولا حاجة لذكر معيشتهم لأنها من المستور وإن كان التسوق أحيانا يكشف عن بعض جوانبها ويعرض المدرسين أيضا للسخرية من طرف التجار الذين يصفون المدرسين بكل نعوت البخل والتقتير حتى كاد هذا البخل والتقتير أن يصير طبعا فيهم ، وهو من نتائج تدني الأجور المفروض عليهم فرضا.
ما أتعس المهضوم عندما يحرم حتى فرصة الكشف عن هضمه خصوصا ممن له مصلحة كبيرة فيه. ولا زلت أذكر أن الآباء البريطانيين في إضراب سابق للمدرسين طالبوا حكومتهم بزيادة أجور المدرسين قبل زيادة أجور غيرهم اعترافا بدورهم ، فمتى يصل وعي الآباء عندنا هذه الدرجة ، ومتى يترك المسؤولون عندنا سياسة التهميش والتجاهل في قطاع لا يقبل التهميش والتجاهل لأنه أساس التنمية وقاطرة التقدم .
6 Comments
تطلقين الكلام على عواهنه يا اخت شهرزاد فمن قال لك ان المدرسين يقترون في معيشتهم ويتصفون بالبخل .إنك بهذا التوصيف تزكين خطابا سوقيا يروجه بعض « الحساد » من موظفي القطاعات الأخرى ومن يجاريهم في هذا الصنيع من رعاع القوم الذين أعماهم النهم واختلطت لديهم القيم فلا يميزون بين كسب حلال مهما كان متواضعا ،وبين ترف ظاهري مصطنع مهما كان منشأه.(سأعود لهذا الموضوع في تعليق لاحق). وإذا كنت مغربية حقا يا أخت فلا يمكنك أن تنكري أن رجال التعليم هم أكثر الناس إنفاقا بسبب استفادتهم من حيز زمني مهم يجسده نظام التوقيت والعطل الرسمية من جهة،ومن جهة اخرى إصرار رجال التعلبم على الإلتزام بمستوى عيش محترم لإن ذلك يدخل في صلب تكوينهم السوسيومهني . ثم أن هناك معطى آخر : هل ترين حاليا ان المدرسين يدخرون من مرتباتهم حتى نبرر انهم مقترون. ابدا لا .فمعظمهم يلتهم أجر الشهر الحالي وويشرئب على الموالي ،وهذا لا يمكن تفسيره بهزالة الأجوركما سيأتي.
إن الأخت شهرزاد،إن كانت ابنة المهنة ،فقد قامت بجلد الذات داخل الذات .أي جلد الذات مرتين،الأولى عن طريق المقارنة مع بريطانيا والثانية التفاتة التشهير بالمدرس المغربي،ولوعن حسن نية. فليتها قامت بالمقارنة التالية ولو بعيدا عن السياق الذي اوردته في مقالها. لنأحذ مثلا أستاذا للتعليم الأبتدائي أوالثانوي (أي معدل الأجرة 8000 درهم) ومتصرف في إدارة وطبيب …الى غير ذلك من الموظفين الذين تراوح اجرتهم ذلك المبلغ أو تزيد عنه،حسب االتعويضات .فالملاحظ ان هؤلاء نفقاتهم هي أقرب إلى الترف لسبب بسيط هو انها في الغالب الأعم، على أظهر البسطاء من المواطنين الذين اضطرتهم الظروف إلى تمويل هذه النفقات (عن طريق الرشوة أوالإكرامية أو……) وهنا يظهر الفرق وتنجلي الغرابة.
المقال يتضمن الكثير من الحقائق التي لا يمكن طمسها.لكن ما تم تغييبه هو المقارنة بين مدرسي إنجلترا ومدرسينا من حيث الوعي والتكوين والانحراط المسؤول….وهذا ما انعكس على مواقف
الآباء هنا وهناك.
vous comparez l’incomparable , les enseignants anglais ont fait grève deux (2) fois en 20 ans , les nôtres l’ont fait 20 fois en deux (2) ans !!! la suite vous la connaissez bien sur ….
Certes, on ne peut pas comparé l’incomparable !
لا مبرر لكم يا أهل في عدم نشر تعليقي على مقال « شهرزاد » وفي الوقت المناسب أي فورالتوصل به ليتسنى للمتتبع ان يطلع على الرأي والرأي المغاير ارجو التعجيل بنشر التعليق
الأخ المحترم محمد أقباش القصد من مقالي بعيد جدا عما جاء في تعليقك