بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وفي إطار الانفتاح على المؤسسات التربوية والاجتماعية بإقليم جرسيف، نظم المجلس العلمي المحلي بدار الطالب والطالبة بجرسيف ندوة  ثقافية في موضوع « المرأة بين قيم الأصالة ومتغيرات العصر » مساء يوم الخميس 17 مارس 2016، أطرها رئيس المجلس العلمي المحلي وعضوان من المجلس وموظف بالمجلس العلمي المحلي، وحضرها إلى جانب التلاميذ مربيان بدار الطالب والطالبة  .

افتتح هذا النشاط بتلاوة أحد التلاميذ آيات بينات من الذكر الحكيم، ثم قام مسير الندوة ذ. امحمد بن حليمة عضو المجلس بإلقاء كلمة ترحيبية موجزة باسم المجلس العلمي شكر فيها مؤسسة دار الطالب والطالبة بجرسيف وطاقمها الإداري والتربوي والجمعية المشرفة عليها، دون أن ينسى الإشارة إلى موضوع اللقاء ومناسبته العالمية.

 ثم ألقى ذ.نور الدين زريوح (باحث في الشريعة والقانون) مداخلة أولى تحدث فيها عن وضعية المرأة في العصر الجاهلي وما كانت تعانيه من حيف وظلم كبيرين، حيث كانت تعتبر كالسلعة التي تباع وتشترى، بل كانت تحرم من حق الحياة وهي رضيعة، إلى أن جاء الإسلام وكرمها أيما تكريم فمنحها حقوقا كثيرة تتلاءم مع خصوصياتها الجسمية والنفسية والأسرية. ثم أشار بتفصيل إلى المكانة التي تتميز بها المرأة المغربية في هذا العصر في كل القطاعات مستندا إلى نصوص قانونية منظمة صدرت بعد الاستقلال وفي عهد جلالة الملك محمد السادس حفظه الله.

أما ذ.عبدالله بهير عضو المجلس فقد عزز ما ذكره سلفه، مركزا على مظاهر تكريم المرأة في الإسلام مقارنة بوضعيتها السابقة في العصر الجاهلي التي ذكر القرآن جزءا منها في قول الله تعالى « وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم… »، موضحا أن تصرف هؤلاء الجهلة يعد عملا سيئا معترضا على قضاء الله وحكمته في خلقه، بينما تؤكد نصوص شرعية كثيرة أن ميلاد البنت يعد بشارة خير لها ولأهلها. منبها في ختام عرضه إلى أن ما تنادي به الجمعيات النسائية من حقوق ينبغي أن يكون في صلب الديـــن الإسلامي الحنيـف.

بعد ذلك تدخل د. عبدالقادر بوشلخة رئيس المجلس العلمي المحلي، لتقديم توجيهات عامة للتلاميذ والتلميذات يحثهم فيها على الاجتهاد واستغلال الظروف الحسنة التي يعيشونها بدار الطالب، وعدم تضييع الوقت في الأشياء التي لا تفيدهم، ودعوتهم إلى التحلي بالأخلاق الحسنة والارتباط بتعاليم ديننا الحنيف .

وفي الأخير رفع الجميع أكفهم للعلي القدير بالدعاء الصالح لأمير المومنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله، وولي عهده مولاي الحسن، وصنوه مولاي رشيد، وأسرته وشعبه، وبالنجاح والتوفيق لكل المسلمين .