من زيته اقليه
لن تكون وصفة في الأكل كالتي عودتنا عليها الباحثة في الأكل المغربي السيدة شميشة الشافعي وهي تطل علينا » بشهيوة » مغربية 100%،و لكن الموضوع يتعلق بالخبز المغربي و خبز المغاربة.و لقد فات عن الرئيس المحترم للحكومة المغربية أن %80 من المغاربة يتنافسون على20% من الاقتصاد،وان 20% من المغاربة يملكون 80% من الاقتصاد.هذه الحقيقة هي ما نعرفها من فم الاقتصاديين المغاربة. و بدون إحساس بالحرج و لا بالضيق، و بلا مسؤولية يؤكد انه هو من قرر الفصل بين التكوين و التوظيف، وهو من تصرف في منحة الطلبة الأساتذة بتقليص حجمها،وهو من تطاول على صندوق المقاصة (صندوق الدعم للأسر المغربية)بتحرير الأسعار التي لم تكن في يوم من الأيام حقيقية،فأثمان البترول نزلت في الأسواق العالمية من أكثر من 100دولار للبرميل إلى اقل من 50 دولار للبرميل في الوقت الحاضر، أي نزلت في الثمن إلى أكثر من 50%.لكن في محطات البنزين لم تنزل أثمان الغاز وال و لا البنزين إلى هذا المستوى، بل نزلت من 13درهم تقريبا حسب تسعيرة مدينة وجدة إلى 9.60 في الوقت الحاضر.و كان من المنطقي أن تنزل الأثمان إلى ما دون 6.50 درهم بالنسبة للبنزين، وهذه كانت انتظارات الساكنة المستهلكة لهذه المادة و لكن هذا لم يحدث.
في يوم الثلاثاء كان موعد المستشارين بمجلس النواب مع حصيلة الحكومة التي يقدمها السيد رئيس الحكومة أمام البرلمان،ومن الأمور التي تبين أن هذا الشخص عازم على مطاردة المغاربة في خبزهم اليومي هو عزمه على إزالة الدعم عن السكر.و يعلم الجميع مدى قيمة هذه المادة مع الزيت و الشاي و الدقيق و القهوة من تواجده في المطابخ المغربية بصورة مكثفة و دائمة، و خاصة مطبخ الأسر الفقيرة من المدينة و البادية و القرية و الأرياف بصفة عامة،بل حتى المدن الهامشية و الأسر المتوسطة. و في بعض الأسر يعتبر الشاي مادة غذائية يضاف له الخبز.و هذه الأسر المعدمة التي سيشملها الزيادة في ثمن السكر ، لا تعرف نظام 3 وجبات في اليوم بل يتم التركيز على وجبة واحدة (الخبز و الشاي) أو الشاي لوحده، ما دام انه يبعث في الجسم الحرارة التي يقي بها المواطن برد الشتاء و قره. و قرر سيادته أن المال المتوفر عن إزاحة الدعم عن هذه المادة سيوجه إلى الأرامل و المعوقين إعاقة تامة. و بذلك تتم المقولة المغربية المشهورة التي تقال في هذه الحالة من » زيته اقليه »
لا نعرف بالضبط ما هي الدوافع الغريزية العدوانية التي تدفع رئيس الحكومة إلى إعلان الحروب على جيوب المغاربة البسطاء في مأكلهم و إعلان الحروب عليهم من كل جانب عن طريق الزيادات المهولة في الضرائب على أنواعها المباشرة و غير المباشرة و المرتبطة بالحياة اليومية للمواطن، و في كل وثيقة يحتاجها بدءا من الطابع البريدي إلى ضرائب التسجيل و التنبر في البيع و الشراء و الضريبة السنوية على السيارات و مواد البناء … و قد يفكر سيادته أن تكون ضريبة سنوية لأصحاب الدراجات النارية، وهم في الغالب الأعم من الباعة بالتقسيط المتجولين الذين يكسبون قوت أسرهم بجهد جهيد.
قد نتفق مع سيادته وهو صاحب المشروع الديني في كلامه و خطابه لو توجه إلى الزيادة في أثمان السجائر و التبغ و السيجار الكوبي المستورد ،أو على كل أنواع الكحول و الخمور و الجعة و كل أنواع المسكرات.و قد نتفق معه لو كانت الزيادات في أثمان الرهان على الكرة (طوطو فوت)و الخيول و الأرقام الخ من أنواع الرهانات التي سببت انحلال الأسر و تفككها . قد نتفق معه لو زاد في الضرائب على الألبسة الفاخرة المستوردة أو اللعب الالكترونية المستوردة و ربطات العنق الفاخرة.أو مس أجور الأطر العليا و أجور الوزراء و تقاعدهم و نواب الأمة و المستشارين، و قلص من السيارات العمومية في العدد، وكمية البنزين الذي يؤديه المواطن من جيبه إلى الحد الأدنى، ومن الوظائف السامية التي تسند إلى المتحزبين من الموالين و التبع،و إغفال ذوي الكفاءات العلمية العالية. أو ألغى الإنفاق السخي على المهرجانات الغنائية و الضحك و الرقص و الأفلام الأجنبية و الممثلين الأجانب الخ …
.أما أن يمس بإجراءاته اللاشعبية السكر و الزيت و الصابون و الدقيق و الماء و الكهرباء،فانه يتوجه إلى مباشرة إلى الطبقات الشعبية بتخويفهم إما الزيادة في الضرائب و المواد ذات الاستهلاك الواسع مقابل الأمن، أو الإبقاء على الأثمان مقابل الفوضى و الفتنة.
و يعلم سيادته أنه الرئيس الأول للحكومة و في التاريخ المغربي الذي يحس بالانتشاء و الفخر و الاعتزاز، وهو يهاجم قوت المغاربة بلا وجع الضمير و بلا كلل أو تعب. أليست هذه نوعا من السادية المرضية؟؟؟
إنها نوع من المقايضة الدنيئة أن يستغل الوزير الفقر و الحاجة و الخوف لدى شريحة واسعة من المغاربة لإنزال هذه المصائب الواحدة تلو الأخرى، و ليعلم سيادته أن هؤلاء هم المواطنون الحقيقيون عند الأزمات،أما الأغنياء و الذين لا يستطيع سيادته الاقتراب منهم ، فهم أول من يهرب بأموالهم و أطيانهم وأولادهم إلى الديار الأوروبية عند أول إحساس بانعدام الأمن . و نعلم نحن المواطنون البسطاء أن من مكث في سوريا و اليمن و ليبيا و العراق… اليوم هم الشعب الفقير الذي لم يستطع أن يهاجر و يقطع البحور للنجاة بروحه من الموت، وفضل أن يموت على أرضه عوض المراهنة على مستقبل غامض و في بلاد الآخرين
1 Comment
عحبا لمن لم يخف اشتعال النار يوم قرر تقليص ميزانية المقاصة عبر الرفع من الأسعار في أفق تحريرها، دون أن يواكب ذلك ارتفاع في دخل المغاربة المحدود أصلا، ويوم قرر أن يقلص من معاش الموظفين بشكل مضاعف، ويوم قرر بجرأة تنطق الحجر أن يفصل التكوين عن التوظيف في التعليم، عجبا أن يخاف ذات المسئول اشتعال النار لمجرد فرنسة تدريس بعض المواد العلمية، والتي يؤكد الواقع الموضوعي أن التلاميذ وأولياؤلهم هم أول الراغبين فيها.