Home»International»يا أمة ضحكت من بلاهتها و سذاجة تفكيرها الأمم

يا أمة ضحكت من بلاهتها و سذاجة تفكيرها الأمم

0
Shares
PinterestGoogle+

أشير بداية أن الأمر يتعلق بفقهاء المشرق العربي،الذين يستهزئون من أي أمر يأتي من المغرب.أليس هم من قالوا قديما عن الشعر و أشكال الكتابات الأخرى  الآتية من  المغرب و الأندلس عندما  » بضاعتنا ردت إلينا » أي أن الشعر و النثر و كل الإبداعات في المغرب و الأندلس ما هي إلا صورة لما يوجد في بلاد المشرق من حيث المواضيع.فلا جديد قدمه المغاربة للحضارة الإنسانية…

 و لا زال هذا الحكم ساريا إلى الآن من كثير من السياسيين و المفكرين و الفقهاء في الدين على اعتبار أن الفقه كمصطلح و مفهوم، دخل ميادين أخرى كالسياسة القانون و اللغة و الفلسفة( فقه اللغة، فقهاء القانون…) وكأن حظ المغاربة المساكين، هو أن يكونوا تلاميذ لا قدرات عقلية لهم إلا حفظ و استظهار ما ينتجه و يبدعه عقل عرب المشرق من أصناف المعرفة…و قدرنا أن نجاريهم و نقلدهم و نردد أقوالهم و نتبع خطاهم،و لا نعترف إلا بهم ،هم القادة و نحن الأتباع ،هم المعلمون ونحن المتعلمون :هكذا يقولون و هكذا يؤمنون.

فقهاء المشرق الذين يستوطنون و يحتلون بعض القنوات الدينية احتلالا- و ما أكثرها- بحيث كل مذهب أو تيار ديني شيعي أو سني أو صوفي إلا وله محطات تنطق باتجاهاته و تصوراته الفكرية و العقائدية- يتكلمون في كل المواضيع حتى تلك التي تبتعد عن المجال الاجتماعي أو الديني أو الأخلاقي .و يحتلون هذه القنوات صباح مساء، يردون على أسئلة العامة من الناس من الذين يبدو أنهم في حاجة إلى هؤلاء في كل صغيرة و كبيرة.و يبدو أن بعض المتصلين لا يملكون ذرة تفكير وفكر،و أن المادة الرمادية منعدمة،و أن الأشياء التي توجد في جمجمتهم لا تتحكم إلا في غرائزهم الحيوانية و البيولوجية.

و هؤلاء الفقهاء يردون  و يجيبون على كل الأسئلة المطروحة، مهما كانت ساذجة أو غريبة أو تافهة: كتلك المرأة التي سالت أهل الذكر » هل من لمس خيوط العنكبوت عليه إعادة الوضوء من جديد » ؟

وما كان من الفقيه المجيب إلا تقديم الإجابة « أن لا حرج و لا ذنب في ملامسة خيوط العنكبوت »..

انه سؤال يبين بالواضح سذاجة و غياب كلي للعقل النقدي ،و سلبية السائلة،وعجزه في تدبير شؤون نفسها عجزا تاما حتى في الأمور البسيطة و التافهة.

و من الفتاوى التي تثير فينا استغرابا ،فتوى السيد يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي أفتى بقتل الجنود و العسكريين و الأطباء و العلماء الذين يتعاملون مع النظام السوري،وكان من نتائج الفتوى  اغتيال الشيخ الفقيه محمد سعيد رمضان البوطي في مسجد دمشق أمام المصلين في بيت الله تنفيذا لفتوى العلامة و رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالتفجير أولا(لأنه لم يمت) و بالرصاص ثانيا…

 الفتوى الأخرى هي إصداره حكما بقتل الرئيس الليبي معمر القذافي ( و لا ادري ما هي المعطيات الدينية و الفقهية التي استند عليها في إصدار فتوى بقتل إنسان آخر لم يثبت منه أي شيء مخالف للشرع .مع العلم آن القرضاوي استفاد من عطايا العقيد،و هو الذي دعا له بالصحة له و التقدم لشعبه…و كذلك فعل كثير من الفقهاء المتملقين مع الرئيس السوري بشار الأسد)…

الشيخ صفوت حجازي وهو من العلماء و الفقهاء من جماعة الإخوان المسلمين التابعين لحسن البنا و السيد قطب،قدم هو الآخر فتوى  توجب اغتيال و قتل الرئيس السوري بشار الأسد،في الفترة التي عاشتها سوريا في الانتفاضة الشعبية التي قادها الإخوان لقلب نظام الحكم من علماني إلى إخواني. و قد ساهم في إثارة الفتنة ،الاخواني السوري عدنان العرعور و آخرين من السعودية و مصر و الخليج بصفة عامة، بخطبهم التحريضية على العنف و القتل، و بجمع التبرعات لإشعال الفتنة…

 الشيخ يوسف القرضاوي و الشيخ صفوت حجازي من فقهاء مصر و من التيار الفقهي الاخواني. ليس لهما أية قرابة- جغرافية أو دموية عائلية أو مصاهرة أو مواطنة- لا مع الرئيس الليبي و لا مع الرئيس السوري.فأي حق يعطيانه لنفسهما بمصادرة حق الآخرين في الحياة؟ و الحكم على رئيسين بعيدين كل البعد جغرافيا عليهما بالموت اغتيالا؟ هل الدين و الشرع يمنحهما هذا الحق في الاغتيال و نشر الفتنة في أوطان ليست وطنهما؟

الشيخ علي جمعة مفتي الديار المصرية أفتى بجواز بيع الخمور، و المال من تجارتها حلال على المسلم. الشرط الوحيد أن لا يشربها؟؟؟

و نحن تعلمنا منذ الصغر في المدارس: أن صانع الاخمور و بائعها و شاربها و حاملها و المحمولة إليه حرام؟؟؟؟

شيخ آخر و يظهر من ملابسه انه من فقهاء الشيعة، أظهرته قناة  al  aSeema   وهي قناة  دعوية تحريضية، تابعة للملكة العربية السعودية، متخصصة في نقد من تسميهم الشيعة الإيرانيين (الصفويين « المجوس ») و الشيعة اللبنانيين (أتباع حسن نصر الله) و الحوثيين اليمنيين ( أي الزيديين أتباع زيد بن علي رضي الله عنه) و العلويين السوريين( النصيريين).

و هي قناة لها ولاء للمذهب السلفي الوهابي السعودي. و كان الهدف من إظهار هذا الفقيه الشيعي هو بيان، سفاهة فقهاء الشيعة و السخرية من تفكيرهم، وتبين أن ليس لهم إلمام بالدين و جهلة، يقولون أشياء غريبة…

هذا الفقيه الشيعي أفتى بتحريم أكل لحم الأرانب ((لأنها في نظره حشرة)) و يحرم علينا نحن معشر المسلمين أكل الحشرات شرعا…

سأترك لكم  الأمر بدون تعليق…و لكم كل النظر و الحكم في كل ما سبق من أشياء غريبة…

و أنتقل إلى شيخ آخر، تكلم في قناة خليجية من الإمارات، تحدث عن سماحة الإسلام و تسامحه من خلال أخلاق النبي الكريم.و سرد قصة ليبين للناس مقدار السماحة و التسامح.و هي كما يبدو لي قصة فيها نظر.

سرد هذا الرجل المعمم عمامة خليجية (و ليست أزهرية من جامعة الأزهر) قصة « رجل كان في عهد النبي عليه السلام. مرض مرضا ألزمه الفراش،و هزل حتى أنه لم يقدر أن يقوم بشؤونه الصغيرة، لتمكن المرض منه.و أصبح جلده لاصقا  على عظمه من شدة الهزال و الضعف. و لم يقو على مغادرة الفراش، أو القيام بأي شأن من شؤونه الخاصة. و رأى بعض المسلمين الحاضرين العارفين بالواقعة، أن يكلفوا امرأة غير متزوجة، لتقوم برعايته و نظافته و القيام بشؤونه(أي بخدمته)…

بينما هي تنظف له المكان، انسحب لباسها عن رجلها فظهرت له ساقيها. نهض ذلك الرجل الذي كان بين الحياة و الموت،و قد بعث من جديد؟ والذي كان في حالة عجز تام من فراشه،و تحركت غريزته الجنسية ،فانقض عليها و اغتصبها-() انظر كيف و في ماذا يفكر هؤلاء الأعراب()- …فشكت أمرها لأولئك الناس الذين رفعوا أمرها إلى الرسول عليه الصلاة و السلام ،فأمر أن يجلد 80 جلدة ،فقالوا له أن الرجل لا يستطيع تحمل ذلك ،و قد يموت قبل أن ينفذ فيه الحكم. فقال لهم الرسول أن يجمعوا 80 جلدة ليختصروها في جلدة واحدة قوية تكون مساوية في قوتها80 جلدة.فقيل للرسول إنهم لا يقدرون تنفيذ ذلك لضعف الرجل،و قد يموت أو يهلك إن جلد…فأمرهم أن يحضروه إليه لينظر في شأنه،وكان ردهم أن الرجل، لو احضر، قد يموت في الطريق…هكذا كان يتكلم ذلك الفقيه للناس عبر تلك الشاشة..و كل همه أن يقول للناس و يقنعهم بواسطة هذه القصة الملفقة، أن الإسلام دين تسامح و رحمة و شفقة وعفو حتى في الذنوب الكبيرة (  قضية اغتصاب و اعتداء  و إرغام على زنى و نكران للجميل،  كل هذا بالمعيار الأخلاقي،  عنوان  انعدام المروءة و الرجولة و الشهامة و بالمعيار الديني هذا الفعل يصنف من الكبائر)؟

إن من ينظر إلى هذه الحكاية (المثال) يتبين له أن العقل الراجح و السليم لا يقبل هاته التفاهات.  و اقل ما يقال عنها أنها صادرة من إنسان لا  يستعمل ذرة من عقله.  فهي مليئة  بالتناقضات و الحكايات الملفقة و الأكاذيب، و السذاجة و السطحية في التفكير.

و اعتقد جازما أن مثل هؤلاء هم من أفسدوا الدين و ادخلوه إلى غرفة الإنعاش،و جعلوه محنطا  في المقابر، لا حياة فيه و لا قداسة و لا احترام  و لا منطق،عندما أحاطوه  بأمور لاعقلانية و بالشعوذة.و أعطوا لأنفسهم الحق لن يتحدثوا باسمه و يفسروه و يستنجوا من هذه الخزعبلات أحكاما شرعية و فقهية …

مثل هؤلاء الجهلة من يعتقد انه الوحيد الذي يملك الحقيقة المطلقة، و يدعي و يكذب على الرسول، انه متساهل و مفرط إلى حد الغفلة في حدود الله؟؟

  كيف لنا أن نصدق هذه الأكاذيب  وهو الرسول  الذي  أقسم أن يقطع يد ابنته  فلذة كبده ، فاطمة الزهراء رضي الله عنها، لو سرقت.و كلنا يعرف القسم « و الذي نفسي بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت….الحديث ». كيف تستقيم هذه الحكاية مع قول الله عز و جل « ومن يتعدى حدود الله فقد ظلم نفسه » الآية.

أخيرا اسأل و أتساءل:  » من هو المغفل و الأبله و الساذج هل هذا الصنف من الفقهاء العلماء  الذين  يستسيغ عقلهم ما لا يستساغ و يفتون بقتل الناس  و سرد حكايات لا وجود لها ، إلا في أدمغتهم الصغيرة؟؟؟

أم نحن، هم المغفلون البلهاء و السذج، الذين لا ندعي المعرفة، بل لنا وعي أن كل « ما  نعلم  أننا لا  نعرف شيئا »، بل نسعى أن نتعلم …و تلك حكمة قال بها الفيلسوف اليوناني سقراط الذي حكم عليه مواطنوه الأثينيون بالإعدام لأنه استفزهم بأسئلته و بين غرورهم و ادعاءهم بأنهم يعرفون كل شيء.

القرآن الكريم حارب المدعين بالمعرفة،بل أشار في كثير من الايات أن  العلم فضل و منحة و فيض من الله و كرمه يعطيه من يشاء من عباده كقوله تعالى:

« قالوا  سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا انك أنت  العليم الحكيم » الآية 32 من سورة البقرة.

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *