Home»International»القيادة السياسية في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم

القيادة السياسية في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم

3
Shares
PinterestGoogle+

الجانب السياسي في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم يكشف عن عبقرية وقيادة عملية و نشوئية في اقامة دولة متحضرة من مجموعة من القبائل المتفرقة تحت راية واحدة وسلطة واحدة وهدف واحد ورسالة واحدة..فكان تاسيس الدولة الاسلامية ..أرضا ..وشعبا..ومسلمون..وقيادة كان هو الشغل الشاغل لنبي الاسلام ،منذ صدع بالحق ،وحمل أمانة السماء الى أهل الارض

وطبيعي جدا،بعد أن غرس الرسول صلى الله عليه وسلم نبتة التوحيد في أرض الجزيرة ،أن بنى دولة الاسلام في كل أرض الله ..وبعد أن حرر العقول من قيود الوثنية ،أن أسسس دولة الاسلام في قلوب الناس ،وبعد أن خاطب العامة بعقيدة التوحيد ،أن أعد القيادة التي تقود المجتمع الاسلامي الى عمارة الدنياوحماية الدين

ان هذه المعاني السياسية بدت واضحة كل الوضوح في خط سير الدعوة على مدى الاعوام الثلاثة والعشرين،سواء الثلاث عشر سنة التي قضاها الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة ،أو العشر سنين التي قضاها في المدينة ،مع فارق بسيط .وهو أن الرسول في مكة كان يؤسس دولة الاسلام في قلوب الصحابة والتابعين.أما في المدينة فقد أسس دولته في أرض الواقع ،وساعدته في هذا،القيادات الجديدة التي كان الصحابي الواحد يساوي أمة..؟

ميثاق تأسيس الدولة

ونقف أمام بعض الجوانب السياسية في حياة الرسول ..فغداة وصوله صلى الله غليه وسلم الى المدينة وضع وثيقة على درجة عالية من الاهمية القانونية والسياسية ،وحدد فيها عناصر قيام الامة ،وحدد طبيعة العلاقة بين المسلمين وغيرهم من المواطنين ،وخاصة اليهود.ونظم عنصر السلطة والسيادة في الدولة الناشئة ،كل هذا في وقت مبكر من التاريخ لم يكن قد ظهرت بعد عناصر الدولة

وتضمنت هذه الوثيقة سبعة وأربعين بندا من البنود ذات الطابع الاسلامي السياسي القانوني .في وقت لم تكن في البلاد حكومة مركزية أو قوة معنوية ،بل كانت الاوضاع كما وصفها الله عز وجل [[ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ]]،فجاء الرسول صلى الله عليه وسلم وقرر من بين ما قرر: *الملسلمون أمة واحدة . * كل القبائل مع المسلمون يتعاونون معهم ويتاجرون معهم ..* لا يقتل مؤمن مؤمنا في كافر،ولا ينصر كافر على مؤمن ..* ان اليهود ينفقون مع المؤمنين ماداموا محاربين ..* الجار كالنفس غير مضار ولا أثم..* ان هذا الكتاب لا يحول دون ظالم أو أثم

وبهذه البنود وغيرها التي وردت في وثيقة الرسول مع المؤمنين واليهود تخطى الرسول صلى الله عليه وسلم أكبر مشكلتين سياسيتين ،كانتا تواجهانه صلى الله عليه وسلم ،وهما مشكلة تعدد القبائل العربية وتناحرها في كثير من المواقع ..وعداء اليهود له صلى الله عليه وسلم وخاصة في أول الامر

وقد أعقب الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الوثيقة باجراء سياسي مهم وهو مؤاخاته بين المهاجرين الذين صحبوه في هجرته من مكة الى المدينة ،والانصار أهل المدينة أصلا

بداية قوية لتأسيس الدولة

ويذكر الدكتور الطيب النجار الرئيس الاسبق لجامعة الازهر ،أن هذا الجزأ العظيم من رسول الله ،كان هو البداية القوية لتأسيس الدولة الاسلامية المتماسكة ،لأنه لا يعقل أن تؤسس دولة على أكتاف جماعة متخاصمين أو متحاربين .ومن هنا كانت خطوة التآخي التي تبعها تقرير الحق تبارك وتعالى ان اولى الارحام اولى ببعض ،حين نزل قوله تعالى : [[وأولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله

ثم تبع هذه الخطوة خطوة واسعة ،حيث اعتبر الاسلام الجميع اخوة في الله .فأزال العصبية بين الناس ،ورفع الرسول صلى الله عليه وسلم شعار : ليس منا من دعا لعصبية

الرسائل ودبلوماسية الحوار

عمل سياسي اخر مارسه الرسول باقتدار شديد ،وهو ارساله صلى الله عليه وسلم الرسائل الى ملوك ورؤساء الدول المجاورة، حيث بعث مايقرب مائتي رسالة الى ملوك ورئساء القبائل وكبار القوم أنذاك..وكان صلى الله عليه وسلم يختار بعناية فائقة المراسليين والديبلوماسييين والاكثر من ذلك فقد خصص بعض الصحابة رضي الله عنهم فقط لهذا الغرض..ومن بين ما كلفهم بهذه المهمة : دحية الكلبي الذي كان يرسل الى قيصر ملك الروم ،وعبد الله بن حدافة الذي بعث الى كسرى ملك فارس ،وبعث عمر بن أمية الى النجاشي ملك الحبشة ،وبعث حاطب بن أبي بلتعة الى المقوقس ملك الاسكندرية ،وكذا عمرو بن العاص السهمي الذي كان يبعث الى ملك عمان ،وسليط بن عمرو بعث الى ثمامة بن أسال وهوذة بن على ملك اليمامة ،وبعث العلاء بن الحضرمي الى ملك البحرين،وشجاع بن وهب الى غسان،وبعث أبا أمية المخزومي الى الحارث الحميري ملك اليمن

خاتمة

وماهذا الا لمحة خاطفة من حياته السياسية صلى الله عليه وسلم ،وقيادته المتميزة التي أنشئت نظام اجتماعي واقتصادي واداري مازال يمثل أقوى نظام في كل أنظمة العالم كله

فأليس عار على السياسيين أن لا يتخذوه كقدوة ان كان هناك سياسيين بالمعنى الصحيح ؟ألم يخجلوا من أنفسهم وهم يذكرون احاديثه لدمغجة المواطنيين ولايعملون بها ؟ الم يحن الوقت ليعترفوا بأن الاسلام هو السياسة والسياسة هي الاسلام ،وهما في الاخير وجهان لعملة واحدة ؟؟.والسلام

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *