جــــــــــرادة : عودة الفنيق
ذات رشق دخلت المركز الثقافي لمدينة جرادة .وبينما أنا أتصفح بعض الكتيبات، استهوتني معزوفات موسيقية على الكمان من طرف عازفين صغار. استهوتني أيضا براءتهم وفرحتهم ،وهم يداعبون في شوق قوس الكمان ورغم تركيزي في الإنصات للموسيقى ..فقد خرقه صوت شجي ينبعث من كواليس المسرح، صوت خطف كل التركيز ،وشتت نبضي وشد انباهي، وشدني إليه شدا عجيبا . فلم أشعر إلا وأنا أصعد مدرجات كواليس مسرح المركز الثقافي. حيث سمحت لنفسي بالتلصص والإستماع للصوت . في نفس الوقت كنت متسائلا عن أشكال الحركات التي كانت تصاحب الصوت.وعند اقترابي من باب الخشبة.تأكدت أن هذه الرنة الصوتية سبق لي أستلذتها في مسرحية *نهاية اللعبة* ،وإن لم تكن بنفس الطريقة. حينها تذكرت أن هذا الصوت لا يكون إلا صوت الممثلة المميزة *صفية جباري* … وحتى لا أكسرتركيزها .جلست بعيدا وأنا أتأملها /باحكام شديد /وهي الرشيقة كالحمامة ،الغزالة بكبريائها.وكلي طموح جارف وأمل عارم، أن تخرج *ياشيك* تلك الشخصية الوهمية في مسرحية *ماجدة والمائدة* الى حيز الوجود وأن لا تسقط كل إحباطتها النفسية ومعاناتها مع طاعنيها في الخلف.وتصحو من جديد كالفنيق من رماده فشخصية *ماجدة* ستحيا ،وتنتفض من غبارها .لتحيي لنا الممثلة*صفية جباري* وتعيدها إلى حيث كانت ولادتها على خشبة المسرح |
5 Comments
مات المركز الثقافي حينما ماتت جرادة ولم يبق غير البكاء على الاطلال .هذا المركز الذي كان يعج بكل انواع الفنون فالموسيقى تحولت الى صفير يعبر القاعات عبر النوافذ المتداعية, واللوحات التشكيلية تحولت الى ذمول مرتسمة على الجدران المتهالكة , وقاعة المطالعة اصبحت خزينا لكتب مهجورة يداعبها الغبار والنسيان …و ….و …. يا حسرة .
فلماذا تكشفون عن ماض يحرك اوجاعنا ….
شكرا على الوصف
يا صاحب التعليق المحترم وكم نحترم الرأي لو تعلم يا سيدي. لكن لا يجب أن نبكي ما ضاع حتى لا نضيع .
فعلا جرادة كان مركزها الثقافي من أكبر المراكز الثقافية في المغرب وقعا …وبتوقف مفاحم المغرب الممول الوحيد له، توقفت فيه الحياة إلى أجل غير مسمى .لكن في الصميم هناك أياد خفية، هناك مبدعون يصنعون الحدث في الظل.ويخرجون من غير الخبر خبرا فريدا يعيد الدفء.
وكن عللى يقين سيدي أن عودة الفنيق كمثال الممثلة صفية جباري* سيكون له وقعا اخر .وبعودة الممثل *ميمون السوري * وكثيرون .وبخروج مولود ينتظر حفل العقيقة. يسمى المجلس الثقافي. والبقية تأتي ..
كل هدا يا عزيزي له ألف مبعث خير لكي يبعد عنا وعنك كل الأوجاع ..
وأحييك على التواصل
اي وصف نالته هذه الممثلة؟ اهو إعجاب بأدائها, بشخصها, أم بهذه الطريقة تريد إحياء المسرح؟ لنكن واقعيين ونبتعد عن هذه الخزعبلات ولنهتم بما هو صالح ويعود بالنفع على سكان المدينة. المدينة في حاجة الى مشاريع لا إلى مساريح. اهتموا بما هو جدي واتركوا القشور للقششور. جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم يا صحافيي الجهة.
لم يمت المركز الثقافي ، ولم تمت جرادة بل ستبقى حية بأبنائها الذين ( يرفضون الموت) ويصارعون الزمن من أجل البناء ولايبكون على الأطلال فجرادة حية بمبدعيها وشعرائها وتلامذتها وكل الفعاليات وبتضافر الجهود تبنى الأهرامات أما حديثك عن جرادة فمن إبداعك الشخصي بل أصبحت جرادة اليوم أحسن مما كانت عليه سابقا من حيث العمران واليد العاملة في ديار المهجر فالمركز الثقافي لازال يشتغل والموسيقى موجودة والخزانة كانت فعلا تعج في الماضي
بالتلاميذ لأنه كان هناك رجال يدفعون بهم إلى المركز أما اليوم فإن أمثالك ومن يفكرون بطريقتك هم من أوصل الحال إلى هذه الحال.