مهزلة تقرير الخارجية الأمريكية في شأن سجل حقوق الإنسان في العالم
لقد بلغ استخفاف الولايات المتحدة بالناس درجة غير مسبوقة، وكأن الناس مجرد بهائم غير عاقلة ى تفهم. وأسلوب الاستخفاف بالناس معروف تاريخيا عند الطغاة حيث يقول الله تعالى عن زعيم المستخفين بالناس الفرعون اللعين : (( ونادى فرعون في قومه قال يا قومي أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين فلولا ألقي عليه أساورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين )). ولا يختلف نداء فرعون الأمس عن نداء فرعون هذا الزمان مع فارق حيث كان فرعون الأمس يستخف قومه فقء أما فرعون هذا الزمان فيستخف قومه و الناس أجمعين.فتقرير وزارة خارجيته في شأن سجل حقوق الإنسان في العالم كعادته يضع في لائحة الإدانة البلدان العدوة ويغير مراتب بعض البلدان الصديقة تقدما وقهقرة ،ولكنه يسكت سكون الشيطان الأخرس عن وصمة العار في غوانتنامو ، وعن فضيحة مذابح غزة . إنه الاستخفاف بعقول الناس بسبب الطغيان والجبروت.
بالأمس كان الأمريكان يعلمون خونة العراق كيف يعذبون أشقاءهم على غرار نموذج أبي غريب، واليوم ينتقدونهم على سوء معاملتهم للسجناء. وبالأمس زعزع الأمريكان الاستقرار في العراق، واليوم صاروا ينتقدون الانفلات الأمني فيه، وينسبونه لعملائهم من الخونة، وجنودهم فوق العراق يفوق عددهم 140 ألف جندي وعليهم تقع المسئولية الأمنية أخلاقيا.
إن حقوق الإنسان على الطريقة الأمريكية معناه وضع المصالح الأمريكية والإسرائيلية فوق كل اعتبار. فما يعتبر محرما عند الولايات المتحدة وإسرائيل هو الحرام. وما تقوم به الولايات المتحدة وإسرائيل هو المشروعية ولو كانت على حساب القانون الدولي الذي تستمد منه كل المشروعيات . فاتفاقيات جنيف المتعلق بحقوق الإنسان وبأسرى الحرب لا تلزم الولايات المتحدة و لاإسرائيل، وهي تلزم كل دول العالم. إنه التفسير الواضح للاستخفاف بسكان العالم على طرقة الفرعون وزيادة.
والمضحك المبكي؛ وشر البلية ما يضحك ويبكي في آن واحد أن الدول اللاهثة والمهرولة لكسب رضا الولايات المتحدة بعضها قفز درجة على سلم تقديرات وزارة الخارجية الأمريكية كالنظام السعودي، والبعض تقهقر درجة كالنظام المصري، والنظام العراقي.
ومعلوم أن سجل حقوق الإنسان في كل بقاع الدنيا سجل غير مشرف حسب المنظمات الحقوقية غير الرسمية مع تفاوت في درجات الإساءة إلى حقوق هذا الإنسان ، ولكن أسوأ ملف هو الملف الإسرائيلي والأمريكي فلا وجود لإساءة للإنسانية عبر التاريخ بعد إساءة مذابح فلسطين وجرائم أبي غريب وغوانتنامو وقندهار ، ولكن فرعون هذا الزمان زاد استخفافه بالعالم بزيادة طغيانه ، ولا بد له من غرق نوعي ، لينجو ببدنه ويكون آية هذا الزمان ، كما كان فرعون الماضي آية للمعتبرين .
5 Comments
انها حقوق الانسان ـ كما يريدها الاقوياء ومن كان قويا وامتلك رقاب الناس فعل ماشاء ونماذجه متعددة ومتنوعة عبر التاريخ وبالنسبة لجميع الامم التي تقوت في مرحلة ما . حب السيطرة والجبروت والهيمنة والاستغلال فطر الانسان عليه . ولايسكت ( ولايتكمش ) الا الضعيف الذي لاحول ولاقوة له وحتى اذا تظاهر بالهدوء فهو ينتظر الفرصة فقط . هذه الامور لاتحكمها الاخلاقيات والقيم لان الجبروت والتسلط قائم على عكس ذلك . اذن فدواؤها القوة ثم القوة ثم القوة . ولايفل الحديد الا الحديد والله سبحانه يقول ( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ……) وما استطعتم مطلقة لامنتهية . اما السب والشتم واستعمال المنتقى منه فانه لايغير شيئا ولا يزيدنا الاضعفا وذلة واحتقارا في اعين اولئك . لذا اما آن للعقلية العربية ان تغير طريقة تعاملها مع الاشياء .
إن حق الإنسان في الاحترام و الحياة الكريمة و القضاء العادل قد يصطدم بعقلية بعض العنصريين و الساديين ، و لقد علمنا و تتبع العالم أجمع كيف يحاكم هؤلاء مهما كانت رتبهم.
لكن ماذا يقع عندنا ؟ تنتهك حقوق الإنسان جميعها من غير استثناء و لا يحاسب مرتكبها، فلنبدإ ببيتنا ننظفه و نترك الآخرين ينظفون بيوتهم ؟ و السؤال هو : هل حقا نحن نحترم ما جاء به ديننا في هذا المجال ؟ ألا نأكل أعراض الناس صباح مساء …ليت الجمل يلتفت إلى سنامه…و لا حول و لاقوة إلا بالله.
إلى السيد المتتبع الذي لا يرضيه أي مقال فهو دائما مع خالف تعرف . أيها المتتبع وهي صفة أكبر من حجمك وقدرك إن من طرق الإعداد للعدو فضحه ؛ وتوعية الناس بجرائمه ، فالسكوت عن جرائم العدو خدمة مجانية يقدمها الساكت له ، لا تكن أيها المتتبع لاهثا سواء حمل عليك أم لم يحمل وقل هيرا أو اصمت
الأخ الشركي المحترم
أليس من ضعف الإيمان أن نلجأ إلى سب الناس و شتمهم ؟ لقد قلت لنا انت هذا في درس رمضاني حضرته لك؟؟ المتتبع قال و معه حق علينا ، نحن ان نعمل بالقيم الإنسانية التي نادى بها ديننا؟ و منها احترام الغير و احترام المرأة التي لا يكرمها إلا كريم و لا يهينها إلا لئيم .
فماذا تقول – و ارجو ان تكتب في هذا الموضوع قريبا- في سلوكنا إزاء امهات أبنائنا؟ و في سلوكنا مع اصحابنا؟ أرجو ان تعطني النموذج الذي ساتبعه و الذي تتبعه انت ( الواعظ المحترم) حتى أكون كما أرادني ربي و نبيي عليه السلام ، أما عدوي فأنا أعرفه .و لك كل الشكر مسبقا.
هذا الموضوع ناقشته كل وسائل الإعلام و كل الجمعيات الحقوقية في العالم بما فيها المنظمات الامريكية.. و قدمت انتقادات لاذعة للنظام الامريكي المتعجرف…فرجاء لا تكرروا الامور التي مل منها القراء ، و بالأخص إذا لم تحمل مقالاتكم جديدا..الأولى ان تناقشوا حقوق الإنسان في بلدنا : هل مرت عملية « الإنصاف » كما يجب؟ ام استفاد منها المقربون فقط كالعادة؟؟؟؟