العمليات الاستشهادية بين تأييد الشعوب المتفائلة و تنديد الحكام اليائسين
لعل العمليات الاستشهادية هي كل ما بقي من أمة مات فيها كل شيء .. وتأييد الشعوب العربية لها عبارة عن رمز يدل على تعلق الأمة بالحياة, ذلك أن الخالق سبحانه جعل الحياة في القصاص إذ يقول{ ولكم في القصاص حياة } فالعمليات الاستشهادية الفلسطينية منذ كانت لم تكن عدوانا ولا إرهابا كما يسميها العدو الصهيوني لتضليل الرأي العام العالمي , وصرفه أنظاره عن جرائمه بل هي عبارة عن ردود أفعال , و قصاص طلبا للحياة . فالشهيد الذي قدم روحه في سبيل الله والوطن كان أحرص الناس على الحياة , ولكنها الحياة الكريمة لا حياة المهانة والذلة التي يريدها العدو الصهيوني للإنسان الفلسطيني. ومقابل تعلق الشعوب بأمل الحياة جاء يأس الحكام العرب, فسارعوا للتنديد بالعملية, وهم الذين لم يستطيعوا فعل شيء أمام ما سماه العدو محرقة غزة. ولست أدري كيف أصنف هذا الموقف, ولا كيف أعبر عنه, بعبارات في حجمه لأن عبارة من الغريب أو المستغرب…. لا تفيد ههنا , بل لا بد من عبارة جديدة غير مألوفة في قواميسنا تفي بالغرض. لقد اختار حكامنا الموت من النوع الرديء عندما أدانوا الشهيد صانع الحياة من خلال قصاص كفيل برد العدو إلى صوابه ليفكر هو الآخر في حياة مواطنيه من خلال التفكير في حياة غير مواطنيه التي يزهقها باستخفاف كبير يتعلمه في معاهد التلمود العنصرية , على يد المتعصبين والمتعطشين لدماء الأبرياء. إن من أدان العملية الاستشهادية من حكامنا يسهم لا محالة في جريمة قتل الأطفال الفلسطينيين الأبرياء في غزة بموقفه المعطل للقصاص , وهو قصاص فيه حياة أطفال آخرين و حياة نساء وشيوخ وشباب و حياة شعب وأرض وتاريخ ودين وكرامة وعزة , ومن يهن يسهل الهوان عليه .
Aucun commentaire