Home»National»المردودية أعجل ما يستعجل في الخطة الاستعجالية

المردودية أعجل ما يستعجل في الخطة الاستعجالية

1
Shares
PinterestGoogle+

من المعلوم أنه لا يكون الاستعجال في أمر من الأمور إلا حيث تكون الحاجة ماسة إلى ذلك. فأقسام المستعجلات في المستشفيات مثلا إنما وجدت للتعاطي مع الحالات الصحية الحرجة. وعندما تقرر وزارة التربية الوطنية خطة استعجالية فمن المفروض أن تكون هذه الخطة من أجل مواجهة وضعية حرجة. وليست الوضعية الحرجة في منظومتنا التربوية سوى اختلال المردودية التي تقاس بالمقارنة بين الجهد المبذول ونتائجه.
ولقد شملت الخطة الاستعجالية عدة إجراءات ـ على الأقل نظريا في انتظار تفعيلها التفعيل الأمثل أو الأنسب أو في أسوأ الحالات الحد الأدنى من التفعيل ـ وهي إجراءات منها ما هو معنوي تنظيمي ، ومنها ما هو مادي. وكل هذه الإجراءات تقاس فاعليتها بمؤشر المردودية.

ولهذا يكون أعجل ما يستعجل في الخطة الاستعجالية موضوع رهان الوزارة الوصية هو المردودية.
ولقد واجهت المردودية وهي أعجل المستعجل نكسة مع انطلاق الموسم الدراسي الذي تزامن مع شهر الصيام المبارك ، والذي اتخذ شماعة لتعطيل التحصيل أزيد من ثلاثة أسابيع بالنسبة لبعض المستويات الدراسية مما سينعكس سلبا على المردودية التي تتأثر بشكل مباشر بالتحصيل ،وترتفع وتنخفض بارتفاعه وانخفاضه.
ولقد بات من اللازم البحث الجاد والعلمي عن السبل الكفيلة بصيانة مؤشر المردودية ووقايته مما يتهدده من عوامل سواء تعلق الأمر بتعثر الدراسة بسبب الغياب في أشكال الالتحاق المتأخر بالدراسة أم الانصراف المبكر عنها ،أو التلكؤ في الالتحاق بالفصول الدراسية على رأس كل ساعة بالنسبة للمتعلمين ،أو في أشكال الغياب و التأخر المبرر وغير المبرر بالنسبة للمدرسين، أو بغياب الكتب واللوازم المدرسية ، أو باختلال تكافؤ الفرص بين الأقسام حيث تنتشر ظاهرة الأقسام النموذجية عن قصد أو عن غير قصد من خلال تجميع المدرسين من ذوي الخبرة في تدريس بعض المواد في بعض الفصول مما يسبب قلقا للمتعلمين فيصير مطلب الجميع داخل مؤسسة تربوية هو الالتحاق بفصول بعينها دون غيرها نظرا لسمعة مدرسيها ، أو بتنامي ظاهرة الحصص الدراسية الموازية للحصص الدراسية الرسمية المؤدى عنها والتي لا تتأتى للجميع فيكون ذلك سببا في اختلال تكافؤ الفرص أيضا إلى جانب ظاهرة الأقسام النموذجية ، أو بانتشار التأليف الموازي للتأليف المدرسي والمشوش على الأداء داخل الفصول الدراسية ، أو بانتشار ظاهرة أسئلة وأجوبة فروض الاختبارات والامتحانات ، وهي ظاهرة تشوش على التحصيل فيصير المتعلمون عبارة عن فئران تجارب لا يتقنون سوى استرجاع ما قدم لهم من نماذج فروض الاختبارات والامتحانات عوض تطوير كفاياتهم التعلمية بشكل فعال يؤهلهم لمواجهة الحياة عوض التدرب على اجتياز امتحانات ظرفية سرعان ما تتبخر كالسراب فيجد هؤلاء المتعلمون أنفسهم أمام حياة تتطلب الكفايات الحقيقية ليخاض غمارها ، أو بانتشار ظاهرة قصاصات الغش والتدليس المستنسخة والتي تطور لدى المتعلمين كفاية سلبية واحدة وحيدة وهي كفاية الاتكال على الغش عوض التفكير في التحصيل.

إن التفكير في أعجل المستعجل وهو المردودية غاية وطنية بالنسبة للجميع ، وهي تعكس مدى حب هذا الوطن ، وتعكس مدى وطنية من يهمهم أمر قطاع التعليم سواء كانوا متعلمين أومعلمين أو مسئولين. قد تعوزنا البنيات التحتية والتجهيزات والوسائل ، لكن لا يجب أن يكون ذلك مثبطا للعزائم ولروح التحدي فينا.
ولقد انطلقنا في بداية الاستقلال بإمكانيات جد محدودة مقارنة مع إمكانيات اليوم ومع ذلك لا زلنا نفخر بمردودية الأمس مقارنة مع مردوية اليوم. ولنا في بعض شعوب الأرض خلال بعض مراحل التاريخ دروس وعبر، فالفيتناميون مثلا جعلوا من الغابات في العراء فصولا دراسية، وجعلوا من جذوع الشجر مقاعد ولم ينل ذلك من عزم وإرادة شعب استرد حريته ولم ينس التحصيل. ولقد كنا قبل شعب الفيتنام نعاني من الاحتلال البغيض أيضا وكانت معاهدنا الدراسية متواضعة وعبارة عن كتاتيب ومدارس عتيقة ومساجد ودور بعض المواطنين ولم يمنعنا ذلك من التحصيل ومن استرداد حريتنا.

إن الحل لأزمتنا التعليمية رهين بتخليق المنتمين لقطاع التعليم على اختلاف فئاتهم بعيدا عن المزايدات بين هذه الفئات ، ومحاولة التملص من المسئولية وإلقائها على الغير لأن قطاع التعليم عبارة عن سفينة تمخر عباب بحر التحدي وكل من فيها مسئول إذا أصابها الغرق ، وكل من فيها محمود إذا وصلت إلى بر الأمان بسلام.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

9 Comments

  1. مُتتبع
    15/10/2008 at 13:06

    قرأت بتمعن كبير مضمون مضمون مقالتكم, ويُمكنني القول أنها مجانبة للصواب باعتبار طريقتكم في التفكير والكتابة والتي أصبحنا نحفظها عن ظهر قلب نتيجة تواجدكم المستمر بهذا الموقع. إن المسألة التعليمية بالمغرب تحتاج إلى دراسة معمقة بعيدة عما قام به المجلس الأعلى للتعليم الذي لا يُمكن نكران مجهوداته. والدليل على ما أقول هو أنكم تخلطون بين الاسباب والنتائج فيما يخص الجانب المتعلق بالمردودية؛
    كما أن المثال الذي أعطيتم حول التجربة الفيتنامية قفز على أهم الحقائق وهو أن رائد الثورة، هوشي منه، اجتمع مثلا مع أطر كليات الطب في السنة الأولى للاستقلال وطلب منهم شيئا واحدا وهو أن يتم تدريس كل المواد في الخول المقبل باللغة الفيتنامية وليس الإنجليزية أو الفرنسية؛
    وتبعا لذلك أقول لك ما دمت تُمجد التجربة الفيتنامية فلماذا لا تنهض في وجه كل من يتحدث عن وضعية مدارسنا التي هي على الأقل أحسن من الغابات وجذوع الأشجار
    اتق الله، ولا تطتب ما ليس لك به العلم النافع

  2. SAWSANE
    15/10/2008 at 13:07

    ASSALAM ALAYKOUM. KOULO HADA SAHIH, LAKINE AYNA AL HAL?
    MIN JIHATINE OKHRA LAKAD NASSAYTOUM ANNAMOUDAJ AL FALASTINI; RAGHMA MACHAKILIHIM IHTALOU ROTBATANE MOUCHARIFAH!!!!!!!

  3. لكحل يحي
    15/10/2008 at 22:39

    أشاطر الأخ الشركي توصيفه الذي أنهاه بضرورة تخليق المنتمين لقطاع التعليم ، لكن السؤال الذي يطرح هنا : كيف نخلق المنتمي لقطاع التعليم؟ في الوقت الذي تجدنا فرادى لا نعترف بعدم تخلقنا ونعتبر الآخر هو غير المتخلق؟

  4. محمد شركي
    15/10/2008 at 22:40

    إلى المتتبع العبقري الذي يحفظ ما أقول عن ظهر قلب والذي يعرف ما لا يعرفه المجلس الأعلى للتعليم ويستطيع تقويم المجلس الإعلى إن كنت من أسرة التعليم فحسبك أن تقوم بواجبك على الوجه المطلوب ولا تضيع وقتك في حفظ ما أقول عن ظهر قلب أوفي تنصيب نفسك مكان المجلس الإعلى أو اقتراح نفسك حكما لتقويم المجلس الإعلى ورحم الله من عرف قدره وجلس دونه

  5. المُتتبع
    16/10/2008 at 23:21

    المرجو من الأخ محمد شركي أن يعرف قدره ويقف دونه. لم تعد قادرا حتى على تحمل الانتقاد، وقفزت على جوهر الموضوع وانتقلت لمسائل ثانوية. يجب أن تستحضر أولا أن المجلس الأعلى للتعليم لا يُصدر آيات قرئانية بل مجرد أحصائيات وتحاليل لا تُعبر إلا عن وحهة نظر أصحابها، بل أنه مؤسسة لا تتماشى مع ما ننشده لهذا الوطن
    لقد كان هذا المجلس مؤسسة منتخبة من قبل رجال التعليم والذين لهم علاقة بهذا المجال وأصبح في صيغته الحالية شبه مُعين، ثم أن القيام بالمهنة مسألة يجب أن يطرحها السيد المفتش أولا على نفسه: هل تتذكر مثلا ما كتبته عن المجلس الأعلى للتعليم يوم ذهبت إلى عين بني مطهر لتأطير اجتماع خاص بالموضوع؟ وهل تحتاج إلى أن نُذكرك بأنك أنت أيضا كالمجلس الأعلى للتعليم لا تطتب قرئانا منزلا؟ وعلى أية حال إذا لم تعد قادرا على تقبل الانتقاد، فلا تكتب أي شيئ وسيكفيك الله شر القتال
    مع أخلص التحيات والتقدير والاحترام

  6. محمد شركي
    16/10/2008 at 23:21

    إلى السيد يحيى لكحل إذا كان الفرد غير مخلق في عمله بمعنى لايقوم بواجبه كما يجب وينتقد غيره على ذلك فعار عليه إذا فعل أما إذا انقلبت الموازين وصار المتهاون في أداء واجبه ينكر على غيره الجدية والقيام بالواجب لتبرير التهاون فهذا هو التردي في عدم تخليق المهنة أرجو أن يغلب التخليق الحقيقي التظاهر بالتخليق ويكون الضمير المهني هو الحكم وهو المحرك بعد الله عز وجل وإلا فقد أسمعنا من كان حيا ولا حياة لمن ننادي

  7. استاد
    16/10/2008 at 23:22

    مناقشة قضايا التعليم بدات تنحرف عن طريقها الصحيح وعلى صاحب المقال ان يبتعد عن الاعتقاد بامتلاك الحقيقة المطلقة .يجب تقبل النقد

  8. محمد شركي
    17/10/2008 at 13:21

    إلى المتتبع عندما تصير قادرا على التمييز بين النقد والهذر حينذاك سأرد علي نقدك عوض الرد على هذرك حديثي كان عن المردودية التي صارت في خبر كان وتعليقك ترك موضوع المقال جانبا لينتقد كثرة مقالاتي في موقع وجدة سيتي وعن حفظمك عن ظهر قلب ما أقول فمن منا يجب أن يجلس دون قدره أنا أم أنت
    من يمنعك يا صاحب القدر العالي أن تكتب وبكثرة ، ومن يمنعك أن تذكر اسمك العظيم عوض التستر وراء صفة متتبع فأنت تخشى أن يعرفك القراء وحنذاك ستكون مضطرا للجلوس دون قدرك الذي تعرفه جيدا قبل غيرك

  9. محمد شركي
    17/10/2008 at 13:21

    أستغرب من أستاذ أن يستخلص من كلامي أني أعتقد امتلاك الحقيقة وهو أمر لا يمكن أن يدعيه إلا رب العزة سبحانه ونبيه صلى الله عليه وسلم أخشى أن يكون حديثي عن المردودية قد أقلق السيد الأستاذ الذي يعتبر مسئولا مسئوبية مباشرة عن المردودية

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *