لماذا أتـحـجـب..؟
لماذا أتحجب سؤال ينبغي أن تطرحه كل مؤمنة على نفسها؛ سواء أكانت ترتدي الحجاب، أو كانت عازمة على ارتدائه، أو كانت من اللواتي لا يرتدينه ولا يفكرن في ارتدائه!
فاللواتي يرتدين الحجاب يلزمهن أن يطرحن هذا السؤال على أنفسهن؛ ويبحثن عن الإجابة بصدق بغية تجديد النية وإحياء البيعة.
واللواتي هن عازمات على ارتدائه وجب عليهن أيضا التفكير في جواب لهذا السؤال المهم؛ لتحقيق اليقين بالقضية وترسيخ الهدف والغاية، حتى يكون ذلك شحنا للإرادة وتعزيزا لوسائل الدفاع لمواجهة المتربصين بالدين وأهله، لأن الطريق حتما لن تكون مفروشة بالورود.
واللواتي لا يرتدين الحجاب ولا يفكرن في ارتدائه ندعوهن بدورهن لطرح سؤال: لماذا أتحجب؟
عسى أن يكون مصباحا لإنارة الطريق؛ وإدراك الحق؛ وفرصة للمصالحة مع الذات والفطرة.
لماذا أتحجب؟
بحثت عن كل الأجوبة الممكنة وخلصت إلى ما يلي:
– أتحجب إرضاء لربي وتحكيما للشرع الإسلامي، ولعل هذا لسان حال كل محجبة.
– أتحجب لأن الله تعالى يقول: « يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً » (الأحزاب:59).
ولأن الله تعالى يقول في سورة النور: « وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ».
– أتحجب امتثالا لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم -فداه أبي وأمي- الذي قال: (صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسمنة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا). )رواه مسلم:2128) .
– أتحجب اقتداء بأمهات المؤمنين، ونساء الصحابة لأنهن القدوة والمثل الأعلى، وإياك ثم إياك أختي المسلمة أن تستوردي قدوتك من مجتمعات الرذيلة والانحطاط؟؟ وإياك أن تستبدلي ثوب الطهر والعفاف بثوب الرذيلة والسفور.. إياك أن تخلعي لباس الحياء وترتدي لباس الفجور أنى كانت ماركاته ودوره..
-أتحجب لأحقق فطرتي ولأقول لكل علماني حاقد: الحجاب انتصار جديد للعقيدة، لأن هذه الدعوة العلمانية المادية المجردة التي تعبُد اللذة والشهوة، تسقط هنا تحت قدمي المحجبة، تحت قدمي بنت العقيدة والإسلام.
-أتحجب لأقول لكل أعداء الدين بكل ألوانهم وأطيافهم، كم هدمتم وكم دمرتم وكم مكرتم لإبادة هذا الدين، لكني صمدت وصمدت، ثم خرجت من تحت الأنقاض ربما جريحة ولكن خرجت معتزة بحجابي.
– أتحجب لأقول لضعاف الأنفس من أمتي انظروا إلى كل محجبة لتدركوا وتتيقنوا إن كنتم بحاجة إلى يقين أن لهذا الدين صولة وجولة، وأنه أبدا لن يموت.. فكم حورب الحجاب واضطهدت ربات الخدور، ورغم كل هذه الحرب وهذا المكر ها نحن في القرن الواحد والعشرين وأنا محجبة.
– أتحجب لأقول لكل الشرفاء من أمتي، نحن لكم صمام الأمان ونحن المحضن لإنجاب القدوات والأبطال، فشقوا بعزمكم طريق النصر واعلموا يقينا أن البيت الإسلامي محصن من الداخل بالحجاب.
لماذا اتحجب؟
اطرحي السؤال أختي ولا تهابيه، وابحثي عن الجواب ولا تكتميه، فصدق السؤال سبيل إلى صدق الجواب.
ابحثي بين ثنايا النفس وارتشفي طعم الصدق من ينابيع الفطرة السليمة، وكفاك خلقا للتبريرات أو إصغاء للتفاهات.
اجعلي من هذا السؤال أخيتي وقفة تأمل ومدارسة لما مضى ولما هو كائن ولما هو آت.
فان كنت محجبة، تساءلي هل حققت بحجابك ما أريدَ منك؟
وهل كان استجابة صادقة لأمر ربك أذعنت به واستسلمت، فكان حجابك رمزا إسلاميا ساطعا، حقق الشروط واستوفاها فكان:
– مستوعبا لجميع البدن إلا ما استثني منه.
-فضفاضا غير ضيق.
-ليس بزينة في نفسه، ولا مبخرا ومعطرا.
– ليس لباس شهرة، ولا لباس تشبه بالرجال، ولا تشبه بالكافرات.
فإن كان ذلك كذلك، فهنيئا لك، وطوبى لك.
وإن كان غير ذلك، فالوقت لم يفت، قفي وقفة محاسبة وصححي الخطأ فليس العيب أن تخطئي، ولكن العيب أن تتمادي في الخطأ.
وإن كنت أختي ممن عزمن على اتخاذ القرار بارتداء الحجاب، فمرحبا بك في روضة المحجبات، وأهلا بك في موكب العفيفات، لكن مهلا أخيتي، إن للعفة ضريبة وثمنا، فإياك والاستسلام عند أول امتحان، وإياك والتعثر عند أول الخطوات، مهما الطريق بدا شاقا طويلا، لأن البداية وإن كانت صعبة، فإن الأصعب منها أن تصمدي وتقاومي، فلا تضعفي مهما كانت المثبطات، وإياك والنظر إلى الماضي.
ضعي نصب عينيك دائما، أن الطريق إلى الله ليس ممهدا بالورود، بل لابد من صعوبات وجهود؛ إلى أن نصل إن شاء الله الى دار الخلود.
تذكري دوما قول الله تعالى: « الم، أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ، وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ».
وأما إن كنت اخيتي ممن لا يفكرن في ارتداء الحجاب، لأنه رمز للرجعية والتخلف، أو لأنه معيق للتقدم ومكبل للحرية… فإني ادعوك بلسان المحب، أن تعيدي حساباتك، وتمعني النظر حواليك، هل ما قيل عن الحجاب هو عين الحقيقة؟
وهل أعاق الحجاب الطبيبة المحجبة؟ والمعلمة المحجبة؟ والمبدعة المحجبة؟
هل أعاقهن حقا؟
أم كان دافعا للتميز والتفوق؟
أعيدي حساباتك، وضعي نصب عينيك أن التخلف والرجعية ليس مرتبطا بالمظاهر، وإنما هو نتاج العقول المتحجرة العاجزة عن العطاء والتفاعل، ولو كان التقدم والتطور يقاس بالعري، لكان القرن الإفريقي في مصاف الدول المتقدمة.
فلا يغرنك أختي عواء العلمانيين العاجزين عن إصلاح ذواتهم فكيف بمجتمعاتهم.
ولكل عاقل لبيب أن يتساءل عما قدموه للأمة وهم لم ينزعوا الحجاب فحسب، بل نزعوا ما هو أدهى وأمر!
فماذا قدموا غير الخراب والتدمير للمجتمع وقيمه؟!
وحتى لا أطيل عليك، قفي أختي المسلمة مع نفسك وقفة صادقة وحاسبيها قبل أن تحاسب.
وصلى الله على رسوله وآله وصحبه.
1 Comment
موضوع قيم ويحسب له جزاك الله عنا خير وما احوجنا لهذه المواضيع وننحن في زمن كثرة فيه الفتن ولعلا فتنة النساء اشد لذا الحل هو الكتاب والسنة